بدأت أفهم احساسك حيالي ومراقبتك لي وأنا صغيرة عندما ربيت هرتي حينها أدركت شعورك كم كان خوفا علي !!!!
في اللحظة التي أحببت قطتي فهمت معنى أن تحافظ عن شيء ثمين تحبه في البادئ لم تكن أدينا هرتي أذكر أحضرها أخي الصغير سنة 2012 في أسابيعها الأولى من الولادة.
كانت جميلة للغاية ورفضت أن تعيش معنا بالبيت وأخذت أعاتب لأن والدي أحب بأن تكون بيننا وأخي الكبير كان يشتري لها الحليب وأمي كانت تعد لها معدات التنظيف ;وتفرح بها وهي تتقلب على الأرض كما لو كانت طفلا صغير
كنت أستيقظ فأجد القطة نائمة على فراشي أصرخ كالمجنونة خدوا هذه الحقيرة ،لكن مع مرور الأيام بدأت أتعلق بها شيئا فشيئا
وذلك عندما كنت جالسة على الحصيرة في رمضان أنظر لنجوم السماء حينها قدمت وتمسحت بين ذراعي وجلست على ركبتي فوضعت يدي على رأسها وقلت سبحان الله لاتحقد مثلنا نحن البشر رغم مافعلت بها من طرد تأتي وتؤنسني
أحببتها في أسبوعها الخامس ورغم أن حبي لها جاء متأخرا تعلقت بها أكثر من أخي الصغير الذي أحضرها ،كبرت تحت حناني ورعاية أمي أيضا التي لاتغفل عن اطعامها
وبسببها بدأت أرفض السفر ولا أتحرك إلا بعد أن يحضروا من يراعي طعامها ،وأهلوس بها ولاأذوق طعم الراحة إلا بعد عودتي ولاأرتاح إلا بعد معانقتها
وازدادت جمالا وبريقا أكثر مما كانت عليه من قبل وعلمتها أكل الفواكه والحلويات و شرب السوائل وعاملتها كما لو كانت طفلة ولا أنام إلا وهي جنبي تحث غطائي لأني أخاف عليها كثيرا.
وبدأت تقفز من نافدة المطبخ إلى السطح لتركض خلف الحمامات إثر نزولهن لأكل حبات الزرع المنشور
وذات يوم تسلل هر خلوي من شجرة الحديقة وانهال عليها ضربا وتبعته كالمجنونة أسُبْ وكأنه إنسان وسيفهمني
وحاولت لحاقه وتعصبت عندما رأيت الدم ينزف من جبهتها لدرجة أني منعتها من اللعب خارجا وبدأت أغلق النوافد ولاأسمح لها بالخروج إلا إذا كانت معي
وتذكرت خوف أمي علي عندما كنت أتشاجر مع الأطفال وتمنعني من الخروج لوحدي وأدركت بعدها معنى المسؤولية
وكذلك عندما أستيقظ في ثلت الليل ولا أجد هرتي أبكي وأخرج بحثا عنها وأثير الضجة وأضرب على رأسي
وتذكرني أمي أنها أيضا كانت تبكي عندما أتأخر في العودة إلى البيت تظن أني أصابني مكروه ولاترتاح إلا ما تراني.
وأيضا عندما تمرض قطتي أدينا أسهر على تطبيبها وأسعفها بالدواء رغم امتناعها وتذكرت عندما كنت أرفض شرب الدواء لأمي وشعرت كم كانت تحزن وإصرارها بقوة كان لصالحي.
فقالت لي أمي:انظري كيف تخافين على هرتك وتسامحينها رغم خدشك فماذا لو كنتي أما لطفلة ؟
هكذا أنا يا حبيبتي كنت أخاف عليك لأني أحبك أكثر من روحي
بقلم:منال بوشتاتي